كان القطار في اتجاهه المألوف
نحو مراكش الحمراء الغراء
ولم يخطر ببالي أن أنتبه لأحد
وأنا في طريقي لعناق أهلي وذوي
كان الرجل جالسا بجانبي
وليس به أو عليه ما يلفت نظري.
كنت أفكر في نفسي
ومنغمسا فيما يجيش به صدري.
لا أدري ما حصل!
شيئ ما جعلني أقرب من جاري
أحسست بأفراحه
وكدت أحزن بنبضات آلامه.
كنت أنتضر منه كلاما
أو على الأدنى إشارة
لكنه لم يلتفت...
...لكنه لم يلتفت.
حسبته متألما
وخلته مبتهجا
أثارتني أسراره
ولو لي بدوري أسرار.
نادى المنادي باقتراب المحطة
وبقي إنشغالي قائما بصاحبي.
كنت أتوجس منه جوابا
لكنه لم يبالي.
توقف القطار
واستعد الرجل للمغادرة
إلتفت لي فابتسم
ثم قال: كان بالإمكان أن أكون أنت وإن كنت أنا
ولا شئ يمنع أن تكون أنت أنا ولو أنت لست أنا
قطارنا اليوم واحد
ومسارنا لله قاصد
عد لنفسك واستتر
واحمد ربك واستغفره
عبد السلام بركة
31 أكتوبر 2012