لا يمكن أن يختلف اثنان على أن النموذج التنموي الحالي تحول من مثال براق إلى نمودج فاشل على عدة أصعدة.
فكيف لنا أن نعتمد منهجية تضع التطور الإقتصادي والمالي قبل التوازن الطبيعي والإنساني؟
كيف لنا أن نطمح للبرالية تجعل من النمو الدمغرافي والشيخوخة عائقا للتنمية الإقتصادية وتشجع على استقطاب الهجرة الأجنبية خفية، لتعوض الفقر في الإنجاب في المجتمعات الغربية. همها الوحيد الإبقاء على آلة الإنتاج مشتغلة بأعلى وتيرة؟ مع ما يترتب عن ذالك من هلهلة في التركيبة المجتمعية وخطر إندثار شعوبا وحضارات بأكملها.
فإما أن الإنسانية أصبحت تعمل لمشغل خفي بدون وعي يستعبد الناس ويجعل منهم مجرد عناصر إنتاج على مختلف المستويات تدر عليه الربح الكثير وعليهم البؤس المحتوم!
وإما أننا أصبحنا أغبياء بابتهاجنا بمظاهر الأشياء دون الأخذ بأصول التطور التكنولوجي والعلمي لاستخراج ما هو إيجابي فيه وترك السلبي منه.
خلاصة القول أخشى أن يكون المستقبل قد بقي من ورائنا وأصبح التخلف أمامنا يهدد آفاق أبنائنا.
الرباط في 17 دجمبر 2018
عبد السلام بركة