لم أبحث يوما عن رفعة أو علا
ولم أصب قط إلى مناصب الجاه أوجلب المال
تراشقت بالحجارة رفقة أبناء حيي ضد غيرنا
حاولت تقليد من نجح في تجارة طاولة الحلويات
...دون جدوى ....
لم أكن أَجِد راحتي إلا بلباس جيراني من الشباب الصديق العفيف الضعيف
ولم أكن أرتاح إلا فِي حواراتي معهم بجانب باب الدار، داري أم دورهم
تسارعت الأحداث وسرت محاميا ثم مستشارا جماعيا لنفس الحي فرئيسا للجماعة
وكانت حقبة فاعلة تجعلك قريبا من حاجيات المواطن
مارست السياسة الحزبية حيث كانن قد أصبحت أنذاك إجبارية
فلولاها لما كانت النيابة البرلمانية
ثم الوزارة ثم... وثم...
لكن أحلامي لم تتغير
كانت ولا زالت تتجلى في بستان وسط الطبيعة بمياه عذبة وأشجار خضراء
أتقاعد في تداريسها رفقة زوجتي وأعيش بها ما تبقى من حياتي
صديقا للبيئة وقريبا من الله العلي القدير في صلواتي ومعاملاتي مع الناس
لكن سرعان ما تبخرت الأحلام ...
وفاجئنياعياء... فابتعدت عني الأماني والحمد الله.
اليوم وقد أشرفت على تقاعدي فلا بستان ينفعني
ولا حول ولا قوة لي لخدمة أرض وجني ثمارها
ولا حتى أعانق نسيمها وألمس نباتها
هذا من قدر الله سبحانه
عليه توكلت وإليه أنيب.
وتلك كانت أحلامي ولا غير
لكن عسى وعسى…
خواطر أصبحت وكانت أحلاما
”تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين“
صدق الله العظيم
عبد السلام بركة
في 30 يناير 2017