كنت خارجَ بلدي
لأيامٍ معدودات
آملا أن ينفع أدائي
في ِخدمة وطني
ما لبِث أن إسْتَقر بي المقام
على الأرض المضياف
حتى لَمَحتُ أحدَهم
ثم آخر ثم أنثى من طينتهم.
عَجِبت لرشاقتهم وكأنهم
في نشاط متجدد ودؤوب.
أُعجِبت بوثوق نفسيتهم
وكأنهم بين ذويهم مسترخين.
مع ذالك عرَفتهم غرباء
سلوكُهم كان متميزا
ونطقُهم بدوره متنوعا
عربي تارة وأعجمي وآخر
أذهلوني، لكنني سلّمت.
لن أكشف جذورهم ولو أحببت.
ولا جدوى ولا فائدة في الإصرار،
فهم معتزون أحرار.
كنت أتحدث لزوجتي بلهجتي
اقترب مني أحدهم ثم ابتعد
ثم توقف فعاد على أعقابه
وقال بوقار: «لَبَاسْ عْلِيكْ؟»
لم يبق لي أدنى شك
مغربي هو ومن معه.
بادلته تحية أخوية
فسار حديث شيق بيننا.
كتبت بعده سطورا
إذ كانا إعتزازي كبيرا
بهويتي ومغربيتي
من خلال أبناءِ وطني
عبد السلام بركة
الرياض في 8 يونيو 2013